نقد المبدع أ.قاسم الديري لقصيدة الشاعر إحسان احسان
ن الحراكي في تطريز حروف (عش عزيزا):
تكريم أ.احسان الحراكي الفائز بالمركز الأول في مسابقة التطريز الشعري في الاتحاد العام للكتاب والمبدعين العرب وهذا نصه:
على صهوات خيلك يا بلادي
صنعنا المجد واندحر الأعادي
شرائعنا مبادئنا انتماء
وحبّ الأرض أعلنها فؤادي
عشقناها سهولك والروابي
عشقناها وعشقك في ازدياد
زئير أم أزيز أم هزيم
قساورة رجالك في التنادي
يغني باسمك العصفور شدواً
ويروي الدهرَ عزّك كلُّ حادِ
زكت بوجودك الدنيا بلادي
وأزهو حين ينظمها مدادي
أقول الشعر وافره عروضي
على صهوات خيلك يا بلادي
الشاعر إحسان الحراكي
في قصيدة "على صهوات خيلك يا بلادي"، ينسج الشاعر إحسان الحراكي لوحةً شعرية مطرّزة بالفخر والانتماء، تُحاكي صهيل الأرض وتنهيدة التاريخ. يبدأ الشاعر افتتاحيته بقوة رمزية شديدة، إذ يستحضر صورة الفروسية كأيقونة للمجد والانتصار، في تعبير يوحي بأن المجد ليس طارئًا بل مصنوع على ظهور الخيول، بسواعد الشرفاء.
القصيدة مشبعة بروح الوطنية، لكن دون صخب شعاراتي؛ فالإحساس بالحُبّ للأرض يفيض بلغة رصينة وعاطفة أصيلة، وقد برع الشاعر في الحفاظ على اتساق الوزن والقافية، ما أضفى على النص لحمة فنية متينة تعكس براعته في فن التطريز الشعري، الذي لا يعتمد على الزينة اللفظية فقط، بل على المعنى العميق الممتزج بجماليات الصوت والنبض الإيقاعي.
تتجلى الموسيقى الداخلية في كلمات مثل: زئير، أزيز، هزيم، والتي توظف التكرار الصوتي لتصوير مشهد ملحمي لا يخلو من القوة والرهبة. أما الأبيات التي تتناول العصفور، الحادي، الدهر، فهي تنقل القصيدة إلى بُعد وجداني أرق، مما يخلق توازنًا بديعًا بين عنفوان الوطن وحنينه.
وخاتمة القصيدة جاءت بوصف شعري ذكي، حيث يعود إلى صدر البيت الأول ليؤكد الرسالة ويغلق النص كما بدأه، في دائرة بلاغية تجعل القصيدة تتوهج كما تتوهج رايةٌ ترفرف في ميدان الانتصار.
---
كل الشكر والتقدير للأستاذ إحسان الحراكي، الذي قدّم لنا عملاً أدبيًا مكللًا بالجمال والصدق، ومطعّمًا ببراعة الشاعر الحرفي الذي يعرف متى يرفع صوته، ومتى يُنصت لصوت الأرض وهو ينطق شعراً. مبارك الفوز المستحق، ومزيدًا من التألق والإبداع.
بقلم أ.قاسم الديري